كيف نعلم أبناءنا الصلاة بدون أن نضربهم
يدور بين الفينة والأخرى نقاش في المجالس وبين المثقفين حول الضرب وتأثيره النفسي على الطفل عندما يصبح شاباً يافعاً، ولا يزال هناك الكثير من العامة يصر على التحدث وبدون دليل على عدم وجود أي أثر للضرب في مرحلة الرشد، ويطلق البعض لنفسه العنان ويقول"شوفوني أنا مثال حي انضربت ووضعي النفسي والمهني كما تشاهدون ...ممتاز" ناسين أو متناسين أنهم حالات شاذة لا يمثلون إلا أنفسهم ، ومع الأسف إن البعض من حملة الدكتوراه ينجرفون وراء هذا الرأي على الرغم من أي آراءهم هذه لا تستند على الأسس العلمية المعروفة للمبتدئين في مجال البحث العلمي.
ما سأحاول أن أبينه في هذه المقالة هو أن الدراسات الحديثة (بما فيها الدراسات المحلية) أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك من هناك علاقة قوية ومؤكدة ما بين ضرب الأطفال والاضطرابات النفسية في الكبر وبالذات العدوانية, Aggressionوانخفاض تقدير الذات
Low Self-esteem اضطراب ما بعد الصدمة Stress Disorder PTSD Posttraumatic ناهيك عن النتائج العضوية الناتجة عن ضرب الأطفال كتهشيم الجماجم وتكسير الضلوع وما شابه ذلك.
ومع كل هذه الأمراض والاضطرابات النفسية الناتجة عن سوء معاملة الأطفال ، إلا أن هناك أصواتاً شاذة ترى أن ضرب الأطفال جزء لا يتجزأ من ثقافتنا ! أي ثقافة يقصد هؤلاء القوم! وسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم مليئة بالأمثال والحكم الدالة على الرأفة والشفقة بالأطفال ،لو طبقنا في هذا الزمان جزءاً مما ورد من الأحاديث حول كيفية تعامل المصطفى مع الأطفال لاستطعنا أن نخلق جيلاً قوياً نستطيع أن ننافس به بقيه الأمم، ارجعوا إن شئتم إلى سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم لتروا العجب العجاب في تعامله مع الأطفال ، خذوا على سبيل المثال لا الحصر بعض مما ورد عنه صلى الله عليه وسلم لتروا أننا نستخدم الضرب فقط من اجل التنفيس عما نعانيه من ضغوطات نفسية سواء بالعمل أو الشارع :روى أبو داود والترمذي أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ليس منا من لم يرحم صغيرنا ...الخ الحديث) وفي حديث أخر للأعرابي الذي جاء إلى الرسول وقال: أتقبلون صبيانكم ، وما نقبلهم؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم " أو أملك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة؟". وفي حديث أخر رواه البخاري عن أبي هريرة قال: قبل الرسول صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي ، وعنده الأقرع بن حابس التميمي ، فقال الأقرع : إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحداً ، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه ثم قال: "من لا يرحم لا يرحم" وروي عن الأمام احمد في مسنده عن عقبة بن عامر الجهني قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من كانت له ثلاث بنات فصبر عليهن ، وسقاهن وكساهن من ماله كن له حجاباً من النار". واختم الأحاديث الكثيرة التي وردت في هذا الشأن بهذا الحديث الذي رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل ومعه صبي ، فجعل يضمه إليه ، فقال له النبي أترحمه؟ قال: نعم، قال: فالله أرحم منك به ، وهو أرحم الراحمين".
هذا هو الدين الإسلامي الذي يدعي البعض من الجاهلين به انه التربية بالعنف أو الضرب هي الوسيلة الأنجع، ولو كانت كذلك لوجدنا الأحاديث الكثر التي تؤيد ذلك، والحقيقة أنه لم يرو عنه صلى الله عليه وسلم أنه قام بنهر أحد فما بالك بضربه.
أعرف أن هناك حديثاً وحيداً يستشهد به الكثير من المدافعين عن هذا النوع من التربية ألا وهو حديث الصلاة الذي رواه أبو داود عن عمر بن العاص رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع). وعلى حد علمي فإن هذا هو الحديث الوحيد الذي ذكر موضوع الضرب وفي الصلاة فقط (الآن الوالدان يضربون على أتفه الأسباب وتحت مبررات واهية لا علاقة لها بالصلاة ألبته ، ولو أن بعض العلماء فسروا هذا الحديث بالقول إن هناك شروطاً أغفلها الكثير من المربين عند تطبيق هذا الحديث ، حيث يرى الكثير من المفسرين لهذا الحديث أن الغالبية العظمي من الأطفال (نسبتهم قد تصل إلى 90%) سوف يستجيبون خلال الفترة المحددة ألا وهي ثلاث سنوات . ولعل هناك حكمة في جعل فترة التدريب على الصلاة ثلاث سنوات ولم تكن اقل من ذلك أي سنتين ولو قام الآباء بإعطاء محاضرة عند كل صلاة عن فوائدها الروحية، وأهمية طاعة الله عز وجل ...الخ لتكون لدينا في نهاية اليوم خمس محاضرات أي بمعدل (150) محاضرة في الشهر و (1800) في العام و (5400) محاضرة بعد ثلاث سنوات، وهي كافية لجعل هذه الفئة تستجيب بدون ضرب، فهل أحد منا قام بهذه المهمة حتى لا يلام بعد ذلك ؟ لا اعتقد أن أحداً قام بها إلا القلة القليلة ، وبطريقة أخرى لو قام الأب أو الأم بترك الطفل يتدرب على الصلاة عن طريق التعلم بالقدوة خلال الثلاث سنوات المسموح بها لكفى. بقي عندنا الـ (10%) من الأطفال الذين يستجيبوا إلا بالتعامل الخاص.ونستطيع أن نقول إن (5%) منهم سيصلون إذا استخدمت معهم بعض المعززات المادية (كالحلوى، مبالغ ماليه ..الخ) ، بينما الـ (5%) المتبقية ربما (وأقول ربما) تحتاج لا أقول إلى الضرب بل إلى الشدة بعض الشيء وهذه الشدة حددت بالخطوات التالية:
- ألا يكون الضرب الهدف منه الانتقام.
- ألا يكون الهدف منه تعديل السلوك.
- أن يكون باليد الواحدة دون تحريكها للأعلى (للتأديب فقط).
- ألا يتعدي العشر ضربات كحد أعلى.
إن ممارسة دورنا المثالي خلال السنوات الثلاث سيوف يؤتي ثماره بعد سن العاشرة ، فلننبذ الضرب ولنجعل نصب أعيننا دائماً الحديث القائل(ما كان الرفق في شيء إلا زانه) والله اعلم. الدكتور علي الزهراني
استشاري الطب النفسي
يدور بين الفينة والأخرى نقاش في المجالس وبين المثقفين حول الضرب وتأثيره النفسي على الطفل عندما يصبح شاباً يافعاً، ولا يزال هناك الكثير من العامة يصر على التحدث وبدون دليل على عدم وجود أي أثر للضرب في مرحلة الرشد، ويطلق البعض لنفسه العنان ويقول"شوفوني أنا مثال حي انضربت ووضعي النفسي والمهني كما تشاهدون ...ممتاز" ناسين أو متناسين أنهم حالات شاذة لا يمثلون إلا أنفسهم ، ومع الأسف إن البعض من حملة الدكتوراه ينجرفون وراء هذا الرأي على الرغم من أي آراءهم هذه لا تستند على الأسس العلمية المعروفة للمبتدئين في مجال البحث العلمي.
ما سأحاول أن أبينه في هذه المقالة هو أن الدراسات الحديثة (بما فيها الدراسات المحلية) أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك من هناك علاقة قوية ومؤكدة ما بين ضرب الأطفال والاضطرابات النفسية في الكبر وبالذات العدوانية, Aggressionوانخفاض تقدير الذات
Low Self-esteem اضطراب ما بعد الصدمة Stress Disorder PTSD Posttraumatic ناهيك عن النتائج العضوية الناتجة عن ضرب الأطفال كتهشيم الجماجم وتكسير الضلوع وما شابه ذلك.
ومع كل هذه الأمراض والاضطرابات النفسية الناتجة عن سوء معاملة الأطفال ، إلا أن هناك أصواتاً شاذة ترى أن ضرب الأطفال جزء لا يتجزأ من ثقافتنا ! أي ثقافة يقصد هؤلاء القوم! وسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم مليئة بالأمثال والحكم الدالة على الرأفة والشفقة بالأطفال ،لو طبقنا في هذا الزمان جزءاً مما ورد من الأحاديث حول كيفية تعامل المصطفى مع الأطفال لاستطعنا أن نخلق جيلاً قوياً نستطيع أن ننافس به بقيه الأمم، ارجعوا إن شئتم إلى سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم لتروا العجب العجاب في تعامله مع الأطفال ، خذوا على سبيل المثال لا الحصر بعض مما ورد عنه صلى الله عليه وسلم لتروا أننا نستخدم الضرب فقط من اجل التنفيس عما نعانيه من ضغوطات نفسية سواء بالعمل أو الشارع :روى أبو داود والترمذي أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ليس منا من لم يرحم صغيرنا ...الخ الحديث) وفي حديث أخر للأعرابي الذي جاء إلى الرسول وقال: أتقبلون صبيانكم ، وما نقبلهم؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم " أو أملك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة؟". وفي حديث أخر رواه البخاري عن أبي هريرة قال: قبل الرسول صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي ، وعنده الأقرع بن حابس التميمي ، فقال الأقرع : إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحداً ، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه ثم قال: "من لا يرحم لا يرحم" وروي عن الأمام احمد في مسنده عن عقبة بن عامر الجهني قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من كانت له ثلاث بنات فصبر عليهن ، وسقاهن وكساهن من ماله كن له حجاباً من النار". واختم الأحاديث الكثيرة التي وردت في هذا الشأن بهذا الحديث الذي رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل ومعه صبي ، فجعل يضمه إليه ، فقال له النبي أترحمه؟ قال: نعم، قال: فالله أرحم منك به ، وهو أرحم الراحمين".
هذا هو الدين الإسلامي الذي يدعي البعض من الجاهلين به انه التربية بالعنف أو الضرب هي الوسيلة الأنجع، ولو كانت كذلك لوجدنا الأحاديث الكثر التي تؤيد ذلك، والحقيقة أنه لم يرو عنه صلى الله عليه وسلم أنه قام بنهر أحد فما بالك بضربه.
أعرف أن هناك حديثاً وحيداً يستشهد به الكثير من المدافعين عن هذا النوع من التربية ألا وهو حديث الصلاة الذي رواه أبو داود عن عمر بن العاص رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع). وعلى حد علمي فإن هذا هو الحديث الوحيد الذي ذكر موضوع الضرب وفي الصلاة فقط (الآن الوالدان يضربون على أتفه الأسباب وتحت مبررات واهية لا علاقة لها بالصلاة ألبته ، ولو أن بعض العلماء فسروا هذا الحديث بالقول إن هناك شروطاً أغفلها الكثير من المربين عند تطبيق هذا الحديث ، حيث يرى الكثير من المفسرين لهذا الحديث أن الغالبية العظمي من الأطفال (نسبتهم قد تصل إلى 90%) سوف يستجيبون خلال الفترة المحددة ألا وهي ثلاث سنوات . ولعل هناك حكمة في جعل فترة التدريب على الصلاة ثلاث سنوات ولم تكن اقل من ذلك أي سنتين ولو قام الآباء بإعطاء محاضرة عند كل صلاة عن فوائدها الروحية، وأهمية طاعة الله عز وجل ...الخ لتكون لدينا في نهاية اليوم خمس محاضرات أي بمعدل (150) محاضرة في الشهر و (1800) في العام و (5400) محاضرة بعد ثلاث سنوات، وهي كافية لجعل هذه الفئة تستجيب بدون ضرب، فهل أحد منا قام بهذه المهمة حتى لا يلام بعد ذلك ؟ لا اعتقد أن أحداً قام بها إلا القلة القليلة ، وبطريقة أخرى لو قام الأب أو الأم بترك الطفل يتدرب على الصلاة عن طريق التعلم بالقدوة خلال الثلاث سنوات المسموح بها لكفى. بقي عندنا الـ (10%) من الأطفال الذين يستجيبوا إلا بالتعامل الخاص.ونستطيع أن نقول إن (5%) منهم سيصلون إذا استخدمت معهم بعض المعززات المادية (كالحلوى، مبالغ ماليه ..الخ) ، بينما الـ (5%) المتبقية ربما (وأقول ربما) تحتاج لا أقول إلى الضرب بل إلى الشدة بعض الشيء وهذه الشدة حددت بالخطوات التالية:
- ألا يكون الضرب الهدف منه الانتقام.
- ألا يكون الهدف منه تعديل السلوك.
- أن يكون باليد الواحدة دون تحريكها للأعلى (للتأديب فقط).
- ألا يتعدي العشر ضربات كحد أعلى.
إن ممارسة دورنا المثالي خلال السنوات الثلاث سيوف يؤتي ثماره بعد سن العاشرة ، فلننبذ الضرب ولنجعل نصب أعيننا دائماً الحديث القائل(ما كان الرفق في شيء إلا زانه) والله اعلم. الدكتور علي الزهراني
استشاري الطب النفسي