منتدى عائلة الزبدة في فلسطين

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى عائلة الزبدة في فلسطين

منتدى عائلي يجمع الأهل والأصدقاء والأحبة في فلسطين والدول العربية والمهجر . نقاش وحوار هادف . إستفادة علمية وأدبية وثقافية. صداقة محترمة وتعارف جاد.

 الموقع الجديد للمنتدى http://elzebdah.co.cc/vbيرجى التكرم بالتسجيل ونقل مواضيعكم

3 مشترك

    قصة حزينة

    بنت غزة الجريحة
    بنت غزة الجريحة


    عدد المساهمات : 65
    التقييم : 3
    تاريخ التسجيل : 16/11/2009

    قصة حزينة Empty قصة حزينة

    مُساهمة من طرف بنت غزة الجريحة السبت ديسمبر 12, 2009 10:38 pm


    قبل زمن ليس بالبعيد كانت تتجلى في مجتمعاتنا صور جميلة مشرقة، تعكس مدى ما كان عليه الناس من التمسك بالأخلاق العالية، والآداب الرفيعة.

    ولو جلست مع من أدرك ذلك الزمان، ولم ينسلخ من مبادئه الكريمة، وطلبت منه أن يحدثك عن أحوال الناس آنذاك.. لحدثك حديثـًا مصحوبـًا بالتنهدات والزفرات الحارة، هذا إن لم يعلو صوته نشيج وبكاء.. وحاله كقول القائل:

    فزعت إلى الدموع فلم تجبني وفـقد الدمع عند الحزن داءُ
    وما قصرت في حزن ولكــن إذا عظم الأسى ذهب البكاءُ



    فلا تستغرب.. ولا يأخذك العجب!! فإن طهارة الماضي صحبتها رقة في القلوب، وحنين لا ينقطع.

    لقد كانت الغيرة والحياء والمروءة ومكارم الأخلاق هي السمة العامة لأغلب أهل المجتمع، ورأس المال الذي لا يُفرِّطون به، ولا يسمحون لأحد أن يناله بسوء، وقد جمعني ذات مرة مجلس مع أحد كبار السن، ودار حديثي معه حول تلك الحقبة التاريخية الطيبة، وغيرة الناس في ذلك الزمان، فكان مما قال:

    "كانت الطفلة في السابق قبل سن العاشرة تخرج إلى الجيران، ترسل إليهم (النقصة)، فإذا بلغت العاشرة تمنع من الخروج، وتسمى (مخـفـرة).. أما المرأة فكان لباسها يتكون من ثوب فضفاض يغطي كل جسمها، ويسحب في الأرض، تَجُرُّه من خلفها، وتغطي وجهها بالملفع أو اللثام، وتلبس العباءة فوق ذلك.. وعادة النساء في ذلك الوقت أنه كان للمرأة يوم تزور فيه أهلها، تذهب مع الفجر مع الظلام قبل أن تشرق الشمس، ويبدو ضوء النهار واضحا، حتى لا يكتشف الناس ملامحها.. يأخذها زوجها يذهب بها إلى أهلها، وعادة تأتي بعد صلاة العشاء حيث يكون الظلام أكثر فلا يراها الناس" اهـ.

    وقد بلغت الغيرة عند أولئك الناس في الزمن الماضي ذروتها، ولم تقتصر غيرتهم على أنفسهم فقط بل كانوا يغارون على مجتمعهم مما أثر في تماسكه وترابطه.

    فقد كان الجار في الماضي له منزلة رفيعة، وتقدير من نوع خاص، حتى إن الرجل ليغار على محارم جاره كما يغار على محارمه، وربما يسافر الرجل الأيام المتوالية، وجاره يقوم على أهله بكل مروءة وحياء، لا تخالط قلبه ريبة، ولا طمع في رذيلة...

    وكانت المرأة في ذلك الوقت تسير محتشمة متسترة، تخرج لقضاء حوائجها، ولا يستطيع أحد أن يقربها، أو يتـَفـَوَّه عليها بكلمة، لأنه ما أن يفكر في ذلك إلا ويرى الناس تلتف حوله من كل مكان، وقد يصل الأمر إلى ضربه.

    وفي الماضي القريب كان الرجل يتهيّب أن يمر بين المنازل أكثر من مرة، لأنه ما إن يفعل ذلك حتى يستوقفه أهل الشارع، ويسألونه عن حاجته، فإن كان له حاجة وإلا مُنِع من المرور.. ولكن يا للأسف..

    مالبثت هذه الصور المشرقة أن آلت إلى الغروب، وما لبثت تلك الصور الجميلة أن صارت مشوهة قاتمة، ليس إلى الوضوح فيها من سبيل.. فبدأنا نرى تلك المناظر الموحشة والمشاهد المحزنة ـ التي تنزه عنها أهل الجاهلية، والتي تدل على تغير الناس، وتبدل أحوالهم.. فانظر يا رعاك الله كم من المسلمين وضع على منزله جهاز (الستلايت) أو (الدش) بحجة أنه يريد أن يرى الكرة أو الأخبار {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ}.. وهو يعلم بما يعرضه هذا الجهاز المفسد.. ثم يخرج من بيته ويترك الأسرة هملاً.. ولك أن تتصور عندما تأتي إحدى نسائه، وتدير هذا الجهاز بقصد أو بغير قصد، على إحدى القنوات اليهودية أو الفرنسية ـ أو ما تبثه بعض الدول المسلمة التي تخلت عن مبادىء الإسلام ـ، فتشاهد فيهن العري والتفسخ، بل وتشاهد الرجل وهو يواقع المرأة، ومن هنا تبدأ المأساة، وتبدأ المرأة تحولاً جديدًا في حياتها..

    فهل يا ترى أن هذا الرجل الذي وضع (الستلايت) لا يعلم ما يُعرض فيه؟.

    بل هو يعلم، ولعله كان ينتقد من يضعه فوق بيته، ولكن بعد أن وضعه هو غَشِيَته الغفلة، واستحكم عليه الهوى وحب الشهوات، فلم يعد يتذكر حاله قبل ذلك.

    وبعض المسلمين لا يحلو له المقام في بلاده في فترة الصيف، فيسافر إلى بعض البلدان التي تكثر فيها الفواحش، ومواخير الدعارة، والمراقص، والخمارات.. ولا يكتفي أن يذهب إليها بنفسه، بل يزيد على ذلك أن يأخذ أسرته معه إلى تلك البلاد المنسلخة من الفضيلة، بحجة أنه يريد (التصييف)، يتخلص بذلك من لوم بعض الفضلاء.

    بل وصل الحال ببعضهم أن يأخذ بيد زوجته فيدخل معها إلى المرقص!!.

    يدخل إلى هذا المكان القذر ليرى زوجته عورات النساء الراقصات العاهرات، التي لا تضع إحداهن على جسدها إلا ما يستر سوءتها، ولك أن تتصور حاله بعد أن يأخذ نصيبه من ذلك المسكر حيث يكون كالحمار يدور حول الرحا.. حتى لو فُعِل بزوجته ما فُعِل لا يدري.

    وبعض المسلمين يترك نساءه يعملن أو يدرسن بين صفوف الرجال، بل ومن المحزن أن ترى امرأة ذات نسب عريق، وأصل أصيل، وقد توظفت (سكرتيرة) عند بعض المسؤولين، تعرض مفاتنها أمامه، وتعطر المكتب قبل حضوره، وتنسق الزهور له، وتتفنن في أنواع اللباس حتى تكون غاية في الأناقة...

    فـيا لله العجب!!.. هل يتصور أن يحدث مثل هــذا؟!!، ولو رأيت والدها أو أخاها أو زوجها في المجالس لقلت ليثـًا غضنفراً، لا تقف في وجهه الرجال، ولكن ـ للأسف ـ مظهر فقط.. ولكنه خاوٍ من أدنى معاني الرجولة الحقيقية...

    ومن الأمور المحزنة.. أن هذا الداء قد انتشر بين أهل الخير، فدَبّ فيهم التساهل والضعف.. فإنك إذا رأيت أحدهم حين يمسي عليه الليل رأيت شهمـًا غيوراً ذا حمية وإباء، وما إن يصبح عليه الصباح حـتـى ترى ما يهولك، فقد تغير ذلك الشهم الغيور إلى إنسان منسلخ منحرف، حـَلَّ فـي قـلبه الوَهَن والخَوَر، وتساوت عنده الأمور، فلم يعد يـميـّز بين الفضيلة والرذيـلـة.. و...

    الـملح يصلح ما يخشى تغيره فكيف بالملح إن حلت به الغِيَرُ


    فتجد أن أحدهم تخرج معه زوجته وهي كاشفة لوجهها أو رأسها، أو لابسة النقاب الذي يظهر نصف الوجه، أو تظهر من خلاله العينان وقد وضعت عليها الكحل والزينة، فلا يتأثر.

    وبعضهم تخرج ابنته أو زوجته أو أخته وقد لبست البنطلون أو (الجيبـي كلوت) فلا يغار، بحجة أنها لبست فوقه العباءة.

    وبعضهم تخرج نساءه إلى حفلات الأعراس، متجملة متبرجة، وحيدة مع السائق إلى ساعات الصباح الأولى، فلا يهتم لذلك.. بل قد لا يدري!!!.

    وبعضهم تسافر نساءه من بلد إلى بلد، أو من مدينة إلى مدينة من غير محرم.. تركب إحداهن الطائرة متعرضة للأخطار والفتـن ونظرات الرجال، وهي وحيدة ليس معها من يـحميها ...

    وزد على ذلك أن بعض النساء إذا ركبت الطائرة وليس معها رجل، فإنها لن تسلم من نظرة (المضيف) أو غيره، وتليين الكلام معها طمعـًا في الحصول على شيء منها، لأنه يراها صيدًا سهلاً...

    وأدهى من ذلك وأمر.. ما يندى له القلب.. مما يحصل من بعض النساء حين تركب الطائرة، فإنها تكشف وجهها، أو تخلع عباءتها، حيث لا يكون عليها رقيب ولا حسيب...

    ولا أظنه خافيـًا ما يحصل من بعض النساء من الضحك، والخـلوة، والخضـوع بالقـول مع الأطباء، أو الباعة، أو مع بعض الموظفين في الدوائر الحكومية، ناهيك عن قيادة بعض النساء للسيارات يمرحن يمينـًا وشمالاً.

    وهذا كله على سبيل التمثيل لا الحصر، وإلا فإن الهموم كثيرة والجروح نوازف..
    وما خشيت من الماضي ونكبته إني أخاف على قومي من الآتي

    - منقول بهدف النقاش -
    نسمة هادئة
    نسمة هادئة


    الجنس : انثى

    عدد المساهمات : 108
    التقييم : 0
    تاريخ التسجيل : 25/10/2009

    قصة حزينة Empty رد: قصة حزينة

    مُساهمة من طرف نسمة هادئة الأحد ديسمبر 13, 2009 11:32 pm


    سيدتي الفاضلة ...
    موضوعك في غاية الاهمية والحساسية لانه يمس عرضنا وقيمنا واخلاقنا وديننا
    ربما يكون سببه الرئيسي - في رأيي الخاص - هو البعد تماما عن تطبيق شعائر ديننا الحنيف
    كما لا ننسى اثر العوامل الخارجية من اصدقاء ومدارس وجامعات وتلفاز وانترنت وغيرها الكثير ...
    انا اؤمن بأن الحق سينتصر على الباطل واننا سنرجع الى سابق عهدنا مهما طالت بنا مدة الظلام هذه
    ولكن يلزم تكاثف الجهود والتوكل على الله وشحذ العزائم والهمم وارادة صلبة لا تلين والاهم (( ان نبدأ بأنفسنا اولا ثم المجتمع ))
    شكري وتقديري لموضوعك المميز وفي انتظار باقي الاراء
    تحياتي
    بنت غزة الجريحة
    بنت غزة الجريحة


    عدد المساهمات : 65
    التقييم : 3
    تاريخ التسجيل : 16/11/2009

    قصة حزينة Empty رد: قصة حزينة

    مُساهمة من طرف بنت غزة الجريحة السبت ديسمبر 19, 2009 10:29 am


    يسلمو على المرور والنقاش
    تحياتي
    برنار75
    برنار75
    المدير العام
    المدير العام


    الجنس : ذكر

    عدد المساهمات : 110
    التقييم : 0
    تاريخ التسجيل : 25/10/2009

    قصة حزينة Empty رد: قصة حزينة

    مُساهمة من طرف برنار75 السبت ديسمبر 19, 2009 4:36 pm

    بعض المواضيع ، تستوقفك
    لا تستطيع الا ان تقراء وتتمعن

    رب سائل يسأل ، اهذا فعلاً حالنا ، ام هو تهويل ممن يهوى التنطع فى الفضيله
    اقول
    نعم ، وربما اسوء من ذلك
    ولكنه ، والحمد لله ، لم يعدم بعد اهل الخير
    فالخير في وفى امتى الى يوم الدين

    ربما كان هناك علاج لهذا الحال
    فى التوعية والوعظ والارشاد
    وهذا ما قائم به حاليا عدد كبير من الواعاظ والخطباء الذى يبرزون للناس عواقب الجهل والاستهتار الذى هم به

    والحمد لله فأن التحول فى المجتمع العربي مستمر
    وان كان بشكل بطيء

    اما التحول السريع ، ان شاء الله
    فهو عندما يستبدل الله قاده هذه الامه الحاليين
    بقادة يخافون يوما تتقلب فية القلوب والابصار
    يوم ترى الناس سكاري وما هم بسكارى

    قادة يأطرون الناس على الحق
    قادة لا يخافون فى الله لومه لائم
    قادة عن همهم نشر الدين واقامه العدل والجهاد فى سبيل الله

    عندها
    صدقونى
    سنباهى الناس بزماننا الجميل

    ودمتم سالمين

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين يوليو 01, 2024 2:37 pm