لقد تضمن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اتق الله حيثما كنت...) ثلاث قواعد مهمة، وهي: قاعدة في التعامل مع الله، وقاعدة في التعامل مع النفس، وقاعدة في التعامل مع الخلق، وقد اشتمل هذا الدرس على بيان لأهمية الأخلاق في الدعوة إلى الله، مع توضيح لأهمية الرفقة الطيبة، وقاعدة السلف في علامة قبول الأعمال.
عناصر الوصية الجامعة (ماذا بعد الحج)
1 - القاعدة الأولى: في التعامل مع الله عز وجل
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين، إنك حميد مجيد، أما بعد:
فإني أحب أن يكون الكلام عن وصية أوصى بها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معاذاً, وجاء في رواية أنه أوصى بها أبا ذر رضي الله عنهما.
وهي وصية جامعة مانعة عظيمة يحتاج إليها كل مسلم في كل مكان، وفي كل زمان، وهي قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن}.
ففي هذه الوصية أوصى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -وهو من تعلمون شفقته، وحرصه علينا، وعلى ما يسعدنا، وما يقربنا إلى الله، وما فيه خيرنا في الدنيا والآخرة- بهذه الثلاث الوصايا والقواعد وهي:
القاعدة الأولى: في التعامل مع الله.
القاعدة الثانية: في التعامل مع النفس.
القاعدة الثالثة: في التعامل مع الخلق.
فأما القاعدة الأولى فهي: قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {اتق الله حيثما كنت}.
وهذه لو تأملها المسلم لوجدها كافية شافية، فإنك لن تخرج من مُلك الله، ولن تخرج من قدر الله، فأينما ذهبت وحيثما اتجهت، وأينما كنت، فأنت تحت رقابة الله عز وجل، وأنت كما ذكر الله تبارك وتعالى مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ [المجادلة:7] فالله تبارك وتعالى معك، وهو يعلم السر وأخفى، وهو مطلع عليك، وعلى كل أحوالك، فاتق الله حيثما كنت.
ولو أننا حققنا هذه الوصية العظيمة لأصبحنا كما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث جبريل عليه السلام عندما قال: {أخبرني عن الإحسان، قال: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك}.
فعليك أن تعلم أن الله تبارك وتعالى مطلع عليك، وأنت وحدك تفكر، لك خطرات أو وساوس أو أمور لا يعلم بها أقرب الناس إليك، ومن هو بجوارك؛ ولكن الله تبارك وتعالى مطلع عليها.
كما دخل رجل على الإمام أحمد رحمه الله فوجده ينشد:
إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل خلوت ولكن قل عليَّ رقيب
فحيثما كنت؛ اعلم أن الله تبارك وتعالى رقيب عليك، ومطلع على أحوالك، وأنه مجازيك، وأنه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى كما قال: إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ [آل عمران:29]، وفي آية أخرى يُحَاسِبْكُمْ بِهِ [البقرة:284].
والله عز وجل من رحمته بنا، ومن لطفه، ومن كريم فضله، ومنِّه وجوده، وإحسانه، أنه كما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {لا يؤاخذنا بما تحدث به أنفسنا ما لم نعمل أو نتكلم}.
ولكن لا يعني ذلك أن يترك الإنسان قلبه فريسة للشيطان، وأن تنتابه الوساوس، والخطرات، التي ربما تتحول إلى همّ، ثم يتحول الهمُّ إلى عزمٍ، ثم يتحول العزم إلى فعل إن كان من العمليات، وإن كان من الاعتقاديات فقد تتحول الخطرة أو الوسوسة إلى شبهة، ثم تتحول الشبهة إلى شك، ثم يكون الكفر، والعياذ بالله تعالى!
إذاً: يجب أن نحفظ قلوبنا، وأن نعلم أن الله مطلع عليها في كل لحظة من كل خاطرة أو وسوسة، وأن نستعين بالله تعالى في دفع ما قد يلقيه الشيطان في قلوبنا دائماً.
ولنتق الله في أسماعنا، وفي أبصارنا، وفيما نتلفظ به، كما قال الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً [الإسراء:36] فلا بد أن نستشعر هذه الرقابة دائماً.
2 - القاعدة الثانية : في التعامل مع النفس
ثم قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد ذلك: {وأتبع السيئة الحسنة تمحها}.
فإن النفس أمارة بالسوء {كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون}، وحالنا كما أخبر الله تعالى في الحديث القدسي: {يا عبادي إنكم تذنبون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم}.
فلا بد أن نخطئ، ولا بد أن نذنب، ولا بد أن نعمل السيئات بمقتضى جبلتنا، وبشريتنا، وضعفنا، وعجزنا، وبمقتضى الجهل والظلم إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً [الأحزاب:72] الذي لا ينفك منه إلا من عصمه الله وحفظه منه، بمقتضى هذه الأمور لا بد أن نقع في الخطأ، ولن نسلم منه، فما الحل؟!
الحل والعلاج الناجع هو في المبادرة إلى محو هذه السيئة بالحسنة {وأتبع السيئة الحسنة تمحها} كما قال الله تبارك وتعالى: إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ [هود:114] فهذا دواء الذنوب الاستغفار، والتوبة، واتباع السيئة الحسنة، هذا صابون الذنوب الذي لا بد منه، فالدرن واقع ولا بد.
والحل أن يعالج هذا الدرن بهذا الصابون، وبهذه الوصفة التي جعلها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وصيته.
أما إذا استسلم الإنسان لذنوبه وأخطائه، فإن الصغائر تتحول إلى كبائر، وإن الكبائر ربما تحولت إلى خروج ومروق من الدين، باستحلال ما حرم الله تبارك وتعالى، نسأل الله أن يحفظنا جميعاً.
وربما طُبع على قلب الإنسان وطغت عليه الذنوب والمعاصي فيصبح بعد ذلك لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً، ولا تنفع فيه موعظة، فهو كالأرض التي أصبحت قيعاناً جدباء مهما نزل المطر فإنها لا تستفيد شيئاً، نسأل الله أن يحفظنا جميعاً.
إذاً: الواجب على الإنسان أن يغتنم فرصة وحالة رجوعه إلى الله وإنابته إليه، وحالة استشعاره بهذا الذنب وخطره إذا وقع فيه، بأن يبادر إلى غسله بما أمر الله تبارك وتعالى به من الحسنات.
فالإنسان في صراع ما دام في هذه الحياة في دار الابتلاء، صراع بين الحسنات والسيئات؛ وكما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {من سرته حسنته وساءته سيئته فهو المؤمن}.
فالمؤمن إذا أطاع الله يحمد الله تبارك وتعالى ويفرح بذلك، ويسأل الله الثبات، ويغتنم هذه الفرصة ليزداد من الحسنات، والإقبال على الله عز وجل.
وإذا أظلمت النفس أو تكدرت، أو قسا القلب، فليجتهد في إصلاحه بقدر المستطاع، ولا يركن فتصبح تلك حالةً دائمةً، فيتحول -والعياذ بالله- إلى طريق القاسية قلوبهم، أو الذين في قلوبهم مرض نسأل الله أن يحفظنا جميعاً.
ونحن جميعاً يجب على كل واحد منا أن يستشعر هذه المعاني، وأن يعقد النية من اليوم -بإذن الله تبارك وتعالى- فنحن في كل لحظة في عهد وميثاق مع الله.
لكن علينا أن نجدد هذا العهد والميثاق دائماً، وخاصةً في مثل هذه المواضع والأزمنة المباركة كرمضان والحج، فيكون حالنا بعد هذه المواسم أفضل منه قبل ذلك مع الله عز وجل؛ مع كتاب الله؛ مع اليوم الآخر؛ مع التفكر في ملكوت السماوات والأرض؛ مع الإحسان إلى المسلمين؛ مع حسن الخلق - لذي سيأتي في القاعدة الثالثة- في كل ما أمر الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى به.
أن يكون الإنسان منا حسيباً لنفسه، وأن ينظر إلى ما قد فرَّط وقصَّر فيما مضى فليتداركه فيما بقي، فإن ذلك من إتباع السيئة الحسنة.
3 - القاعدة الثالثة: في التعامل مع الخلق
ثم قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهي القاعدة الثالثة: {وخالق الناس بخلق حسن} وهذه قاعدة عامة في التعامل مع الخلق، أن تخالقهم بخلق حسن.
وحسن الخلق كما قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة} وكما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {إن العبد ليبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم}، وكما في الحديث الآخر: {إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم ولكن تسعونهم بأخلاقكم}.
حسن الخلق هذا لا يكلفك شيئاً، ولكنه بابٌ عظيمٌ جداً من أبواب الخير، ومن أبواب الأجر، ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان أحسن الناس خلقاً وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ [القلم:4] أي: مع الله، ومع الخلق، ومع كل من يتعامل معه؛ حتى مع الدواب.
كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه أرأف الناس، وأفضل الناس، وأحسن الناس خلقاً، حتى مع الدواب التي لا يأبه لها كثيرٌ من الناس، وورث هذا الهدي أصحابه والتابعون، وأهل الخير، وأهل الصلاح والفضل في هذه الأمة.
فإذا قرأت سيرة الرجل منهم تجد أنك أمام خصال عظيمة: تسامح، وعزة نفس، وكرم، وإيثار، ومحبة، وتضحية، وترفع عن الانتقام للنفس أو الانتصار لغير دين الله عز وجل، أخلاق عالية جداً وعظيمة.
وأقول -وهذا قول قد قاله الكثير، لكنا نؤكده من خلال ما نعلمه من نصوص الشرع- إن أكثر ما فتح الله تبارك وتعالى به قلوب العالمين وأدخلهم في دين الله أفواجاً، ليس أن الصحابة رضي الله تعالى عنهم حملوا السيوف وجاهدوهم، لكن أكثر ما كان ذلك -والله تعالى أعلم- أنهم فتحوا قلوب العالمين بأخلاقهم.
الناس يقرءون في كتبهم، وأهل الكتاب يقرءون عن سير عبادهم، ورهبانهم، وقساوستهم، ويسمعون عنهم، ولكن لا يرون أثر ذلك، فلما جاء هذا الجيل الفريد، وجاءت هذه المجموعة المؤمنة التي رباها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سلبت قلوب العالمين، وملكتها بهذا الخلق، وبهذا التعامل، بأخلاق النبوة، أخلاق الأنبياء رأوها تتحرك في واقع الأرض.
لم تعد المسألة شعارات تقال، وإنما رأوا حقيقة العدل، وحقيقة الإيثار، وحقيقة الإنصاف، وحقيقة المساواة، وحقيقة أن للإنسان كرامة جعلها الله تبارك وتعالى له، فالإشفاق على الضعيف، والعاجز، والرحمة بالكبير والصغير، أمور فقدها الناس، وفقدتها البشرية طويلاً، فرآها هؤلاء في أخلاق الصحابة رضي الله تعالى عنهم، فدخلوا في دين الله عز وجل، وكان ذلك أعظم أسباب دخولهم في دين الله، بالإضافة إلى أن لهذه العقيدة جاذبية عظيمة؛ لأنها عقيدة الفطرة، لأنها ملة إبراهيم عليه السلام، ولأنها الحنيفية السمحة.
4 - سبب عدم انتشار الإسلام كما كان في عهد الصحابة.
ولكن أيضاً هذه العقيدة على نقاوتها وعلى فطريتها، وعلى سماحتها، وعلى يسرها، لو حملها أناس غلاظ شدادٌ، قلوبهم كالحجارة، لن تقبلها هذه الشعوب، ولننظر واقعنا الدعوي الآن.
عندما يرى الناس فينا القسوة والغلظة والجفاء، لا يقبلون منا، مع أنّا ندعو إلى مثل ما دعا إليه أولئك -إن شاء الله- لكن الفرق أن الذي يحمل الدعوة الآن غير ذلك الحامل فبحسن خلقه وبرحابة صدره أفلح، كما كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع اليهود وهم أكثر الناس أذىً -والعياذ بالله- ومع المنافقين، فكم صبر وصفح عنهم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومع الأعراب، ومع الجفاة، ومع الخوارج الذين قالوا: إنها لقسمة ما أريد بها وجه الله.
حتى أحياناً ما يقع بين خُلَّص أصحابه كان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعامل الجميع بحسن الخلق، وبالصبر، حتى مع زوجاته الطيبات الطاهرات، كان أفضل الناس تعاملاً، وهو خير الناس بأهله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فهذه أخلاق تجذب كل إنسان يمكن أن يسمع عن هذا الدين، عندما يراها في التابعين أو تابعي التابعين أو من بعدهم، ولـمَّا تخلقوا بأخلاق رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانوا بهذه المنـزلة وبهذه المثابة.
فنحن في هذه الأيام وفي كل وقت وفي كل حين نحتاج والله أشد ما تكون الحاجة إلى هذه الثلاث القواعد، إلى هذه الثلاثة الأمور، إلى أن نتقي الله عز وجل حيثما كنا في سرنا وفي إعلاننا، وإلى أن نُتْبِع سيئات أنفسنا -وما أكثرها- بحسناتٍ تمحوها وتكفرها.
وإلى أن نخالق الناس بالخلق الحسن الذي يجعل الحجة تقوم على المخالف، والرقة والخير يدخل إلى قلب الراغب الذي يريد أو الذي يتطلع ويشتاق إلى أن يرى الخير، وإلى أن يحب أهله.
5 - أهمية الرفقة الطيبة
ومن الناس من يحج ويؤدي المناسك، ويصوم رمضان، ويجتهد أن يتقرب إلى الله كما شرع الله، لكنه لا يجد الرفقة الطيبة، ولا يجد الوجوه الطيبة الذين يعينونه على الخير، ويشدون من عضده، ويذكرونه بالله تبارك وتعالى إذا نسي، ويقوونه إذا ضعف، ويُحْيُونه إذا فتر.
والرفقة الطيبة نعمة عظيمة، والحمد لله الذي يؤلف القلوب، ويجمعها على طاعته وتقواه، وقد علّمنا سبحانه قيمة الأخوة في الله، وعرَّفنا أن هذه الحياة الدنيا التي يتنافس فيها الناس ويتسابقون على أموالها، وقصورها، ومتاعها؛ هي والله كلها لا تساوي لحظةً من لحظات المحبة والصفاء في طاعة الله وتقواه.
إن الإخوة في الله إذا حج الإنسان معهم، أو اعتمر، أو شاركهم ولو في جلسة يذكر الله تبارك وتعالى فيها، فهذه نعمة عظيمة.
وإن من حق الله تبارك وتعالى علينا كما أنعم علينا بهذه النعمة أن نشكره عز وجل، فإن الشكر للنعم واجب، وهذا الشكر له الفضل فيه تبارك وتعالى، فله الفضل في النعمة، وله الفضل أيضاً في الشكر، وهو أيضاً كما يعطينا النعمة يأجرنا على الشكر إذا شكرناه، فنشكر الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى على ذلك شكراً عظيماً جزيلاً.
وإن من شكر الله عز وجل على نعمته أن نستديم حالة الإيمان، وحالة التقوى، وحالة المراقبة، التي نشعر بها في أنفسنا، ولا نجعلها مؤقتة.
بعض الناس يخشع في أيام المناسك، أو في رمضان مثلاً، أو في أوقات الذكر والقراءة، أو عند سماع ندوات الخير، ثم يخرج فيبدأ قلبه يضعف قليلاً، فيفتر إيمانه، وتضعف عزيمته، ويقل خشوعه، وهذا حال بني آدم جميعاً.
6 - كيف تحافظ على إيمانك
المؤمن يجاهد نفسه ما استطاع، لكي يظل إيمانه وعزيـمته وخشوعه قوياً، فنرجو أن يوفقنا الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى إلى أن تظل هذه المعاني الإيمانية، وهذه الحقائق وهذا اليقين، وهذا الخشوع، وهذه الرغبة فيما عند الله قوية إلى أن نلقى الله على هذا.
إتباع الطاعة بالطاعة
هناك قاعدة عظيمة علمنا إياها سلفنا الصالح وهي:
علامة قبول العمل، أو أن من علامة قبول الطاعة أن يتبعها العبد بطاعة، وإن من علامة رد الطاعة -نسأل الله العفو والعافية- أن يتبعها العبد بالمعاصي؛ لأن لكل شيء أثراً؛ لأن الله تبارك وتعالى جعل القلوب كذلك، فإذا تأثر القلب بالإيمان، والتقوى، والخشوع، والرغبة فيما عند الله، فمن المحال أن يتبع ذلك بمعصيةٍ ظاهرة، وبإعراض وعزوف عما عند الله، وإنما يتبع ذلك بالخير، والصلاح، والمحبة، وزيادة الحرص على ما يقربه إلى الله تبارك وتعالى.
إذاً هذه علامة جعلها السلف الصالح حين رأوا ونظروا في قلوبهم، وفي أحوالهم، وفي تعاملهم مع الله عز وجل نظروا فوجدوا أن هذه هي فطرة النفس، وهذه بإذن الله علامة قبول العمل عند الله عز وجل؛ وذلك لأن الطاعة إن لم تقبل لم تنفع؛ لأن الله تبارك وتعالى يقول: إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ [المائدة:27] فمع التقوى تقبل، فإذا قبلت حصل المطلوب بإذن الله عز وجل.
وثمرة هذا الإيمان، وثمرة هذه الطاعة هو الخشوع والتقوى، التي من أجلها تَعَبّدنَا الله تبارك وتعالى بهذه الأعمال، ولهذا قال تعالى: لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ [الحج:37].
فالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يريد منا هذه التقوى، ويريد منا الله تبارك وتعالى أن تكون قلوبنا منيبةً، مخبتةً، خاشعةً، صابرةً، متوكلةً، ترجو الله، وترجو ثوابه عز وجل، هذا هو الأساس.
إذا كانت القلوب بهذه المثابة، وبهذه الحالة، أثناء موسم الخير، فلا بد أن يظهر ذلك جلياً - إن شاء الله- بعد انقضائها، وكل منا حسيب نفسه، يجب أن نُحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب.
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
إذا كان الأمر كذلك فيجب عليّ إذا وجدت في أهلي أو عملي منكراً أن أزيله، لماذا؟ لأنني في مواسم الخير، وفي الأماكن المقدسة، عاهدت الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى على أن أكون عبداً مطيعاً متقياً، وأن يكون حالي بعد عودتي خيراً منه قبل ذلك.
إذاً: عليّ أن أتفقد نفسي وأبحث عن عيوبها، وإذا كنت لا أعرف عيوبها فعليّ أن أسأل إخواني في الله، وأطلب منهم النصيحة والتعاون على الخير.
إذا استشعرنا هذه المعاني العظيمة فسنجد ثمرة هذا القبول إن شاء الله تبارك وتعالى، ويكون ذلك من علامات التوفيق الذي يقودنا أيضاً إلى طاعات أخرى؛ لأن الإنسان أول ما يكف عن المعصية، ثم بعد ذلك يأتي بالطاعة، ثم يزداد يقيناً، ثم يزداد، حتى يصل إلى درجة الصديقين والمقربين.
وربما وفقه الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ففتح له باباً من أبواب العلم، فنفع الله به الناس، وربما فتح الله تعالى له باباً من أعمال الخير؛ فأصبح من الذاكرين الله كثيراً، وربما فتح الله تعالى عليه باباً من أبواب الخير والفضل؛ فأصبح من المتصدقين المنفقين.
إن سبل الخير كثيرة، وطرقه عظيمة، كما قال الله تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا [العنكبوت:69] فكل واحد منا يجاهد في الله، ويعقد النية على طاعة الله والاستمرار عليها، وأن يكف وينـزجر عما حرم الله، وليثق بأن الله لن يخيبه، وأن الله سيفتح له باباً من أبواب الخير، والأجر العظيم، التي قد لا يفطن لها كثيرٌ من الناس، ولكنه بإذن الله يمكن أن يؤديها، لو لم يفعل إلا أن يكثّر سواد المسلمين بحلقات الذكر، وفي حلقات العلم، فيكون حيثما ذكر الله عز وجل مبادراً يسابق الناس، ويزاحم الناس، ويسمع ما قول الله، وقول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
يدعو إخوانه؛ ويدعو جيرانه، إذا رجع إليهم ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، ويذكرهم بواجبهم نحو نسائهم.
فنساؤنا لهن حقٌُ علينا أن نرعاهن، وأن نحفظهن من الأسواق، وأن نحفظهن من النظر إلى ما حرم الله، فالله تعالى يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ [التحريم:6].
إذا قلت لهم هذا الكلام تجد القبول -إن شاء الله- وفعلاً: تشعر أن الحج قد أعطاكَ قوة، أو طاقة، أو شحنة إيمانية تؤثر فيمن حولك بإذن الله عز وجل.
وكذلك يخبرهم أن إخواننا المسلمين في كل مكان، أحوالهم مؤلمة، وأمورهم سيئة، ويحتاجون إلى المال، ويحتاجون إلى الكتب، وإلى المساعدات، ويحتاجون إلى الدعاء، فيبذل كلٌ على قدر استطاعته، وبهذا نحس أن الإيمان الذي كان راكداً في القلوب تحرك، وبحركته تحركت الأمة، تحرك المسجد، ثم تحرك الحي، ثم تحركت المدينة، ثم تحركت الأمة كلها -بإذن الله تبارك وتعالى- وأصبحنا نعيش في حالة جهاد:
جهاد مع النفس، وجهاد مع الشيطان، جهاد مع الشهوات، والمغريات، والفتن، وجهاد مع البدع والضلالات، والخرافات، وجهاد حتى مع أعداء الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، واستشعرنا أننا أمة واحدة، وأننا جسد واحد.
7 - آثار شهود مواسم الطاعة
إن الحاج إذا استقام ونصح الناس، قالوا فيه: جزى الله فلاناً خيراً، فمنذ أن حج والحمد لله نفعنا الله به، فلم يعد يتكلم كما مضى، ولم تبق أخلاقه كما مضى.
فالناس ترى أثر الطاعة، وترى أثر القدوم إلى هذه الأماكن والمشاعر المقدسة، فيكون ذلك داعياً للناس أن يحرصوا على مواسم الخير، وعلى زيارة الأماكن المقدسة، وعلى البحث عن الرفقة الطيبة التي تعينهم على استغلال هذه المواسم.
يبدأ من الآن، لأن الناس يريدون أن يروا ثمرة، ويريدون أن يروا حقائق أمامهم، وهذا مع الأسف نحن فقدناه في كثير من أحوالنا ومن عباداتنا، وأول ما أضعنا من أمور ديننا، ومن أمور صلاتنا، الخشوع، والأمانة والله المستعان!
وإذا عدنا إلى ديننا كما كان في صدر الإسلام فنحن الغرباء: في آخر الزمان، ومعنى الغرباء أنهم يقتفون أو ينتهجون أثر الغرباء الذين كانوا أول ما ظهر الإسلام: {بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ}.
وإذا اقتفينا آثار النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه، ورأى الناس فينا هذه المعاني وهذا الخلق، وهذا الفضل الكبير، فإننا -بإذن الله عز وجل- سوف نكسب جولة أخرى مع أنفسنا، ومع الباطل، ومع أعداء الدين، ومع أعداء الدعوة في كل مكان، وثقوا أن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لن يخيب أحداً منا ولن يحرم أحداً، وأنه لا يمنعنا من فضل الله، ومن رحمة الله ورزقه إلا ذنوبنا وأخطاؤنا وما نقترفه في حق الله تبارك وتعالى.
أما الله عز وجل فهو غني عنا، والله تبارك وتعالى يقول: وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً [الجن:16] ويقول عز وجل: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ [الأعراف:96] ويقول:وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْأِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ [المائدة:66] وغير ذلك كثير.
وقص الله تعالى علينا أخبار قوم نوح، وقوم هود، وعاد، وثمود ومن بعدهم، والقرون التي بينهم مما لم نعلمه، فكل المسألة شيء واحد: إما أن يطاع الله عز وجل ويُتقى فتكون العاقبة الخير، والصلاح في الدنيا، والنجاة من عذاب الله تعالى يوم القيامة، أو أن يُعصى الله عز وجل وأن لا يستفيد الناس من المواعظ ولا من العبر، ولا مما يرى من آيات الله تبارك وتعالى فتكون العاقبة كما ذكر الله تبارك وتعالى من أحوال الأمم السابقة.
فنسأل الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أن ينقلنا من تقوى إلى تقوى، ومن خير إلى خير، وأن يطهر قلوبنا، ويطهر بيوتنا، ويطهر مجتمعاتنا، من أسباب العقوبة، ومن مجلبات البلاء إنه سميع مجيب.
وأسأل الله الكريم، رب العرش العظيم، أن يمنَّ علينا بالقبول والمغفرة والتوبة إنه سميع مجيب، وأن يتولانا بحفظه إنه سميع مجيب، والحمد لله رب العالمين.
8 - الأسئلة
حكم أخذ أموال من العمال مقابل كفالتهم
السؤال: أنا عندي عشرة عمال مكفولين، آخذ من كل واحد شهرياً خمسمائة ريال، هل هذا جائز؟
الجواب: أفهم أن الأخ بارك الله فيه أتى بالعمال وتركهم يعملون، وفي آخر الشهر يعطونه خمسمائة ريال فقط، هذه في الحقيقة مهنة أو حرفة لا تجوز بهذه الصفة.
وأنصح الأخ الكريم بارك الله فيه وأرى أن يبادر إلى ذلك: أنه إن كانوا يعملون عنده فالحمد لله، وإن كان غير محتاج إليهم، فليردهم إلى بلادهم، أو لينقل كفالتهم إلى آخر ويتخلص منهم.
وقد أتتني كثير من الشكاوى، منها: أن بعض العمال حالتهم سيئة، وبعضهم يقسم بالله أن ما يدفعه للكفيل -خمسمائة أو أربعمائة أو أكثر أحياناً شهرياً- أنه يقترضها وأنه بغير عمل، ويقول: الكفيل تركني، وقال ابحث لك عن عمل، لكني لم أجد.
نحن نعلم الآن البطالة، والعطالة، فلماذا يريد الإنسان أن يؤثم نفسه.
وهؤلاء ربما يكونون أكرم على الله منا، وفيهم من هو أتقى منا، حتى لو كانوا من كانوا، فلماذا يؤثم الإنسان نفسه ويأخذ من هذا وهذا، إنه ليس مصدراً طيباً للرزق ألبتة.
إن مثل هذه الحالة لا تجوز، وهذا التعامل من المعاملات لا يجوز، ولا يليق بالمسلم أن يتكسب من ظهور هؤلاء، وإنما عليك يا أخي أن تبادر إلى التخلص منهم بإرجاعهم أو تشغلهم أنت بنظرك، أو تنقل كفالتهم.
حكم استقدام الخادمات والسائقين للعمل
السؤال: ما حكم استقدام الخادمات والسائقين الذين غزوا بيوتنا وأجيالنا وقد حصل ما لا يرضي الله بدخول هؤلاء في ديارنا، وبالنسبة للخادمات فقد سببن كثيراً من المشاكل العائلية خاصة بين الزوج والزوجة، وأكثر الأزواج تزوجوا الخادمات بسبب انشغال الزوجة بالتدريس، وقد يختلي الزوج بالخادمة وتصبح هي التي تغسل له ولأولاده وهي التي تطعمه وأولاده، وأخيراً يتزوجها، هذا الحاصل، فنرجو النصيحة للجميع؟
الجواب: الكلام في ذاته نصيحة واضحة، فاستقدام الخادمات من غير مَحْرم حرام، ولا شك في ذلك.
وإن جاء بها واستقدمها بمحرم، فيجب أن تحتجب هي عنه وعن البالغين من أبنائه أو من معه في البيت.
ويجب أن تحتجب أيضاً زوجته هو أو بناته البالغات عن السائق، وهكذا في حدود الحجاب الشرعي، وأما النصارى منهم فهذا شيء آخر.
فالكافر لا يجوز أن يستقدم إلى هذه البلاد؛ لأنه لا يجتمع فيها دينان، فلا يجوز أن يأتي لا مهندساً، ولا خبيراً، ولا خادماً، ولا أي عمل مهما كان حقيراً.
لا يجوز استقدام الكفار أصلاً، ومن كان عنده ناس منهم فليبادر بترحيلهم فوراً، إنما كلامنا في المسلم، فالمسلم إن احتجت إليه أو اضطررت إليه فلتتحر أن يكون تقياً، وأن يكون صالحاً، وأن تكون زوجته كذلك، أو يقبل أن يكون صالحاً، وأن يكون أيضاً مناسباً من ناحية السن، ويمكن للشخص بعد ذلك أن يكون لديه أوصاف وشروط معينة.
ثم بعد ذلك تكون المعاملة: الحجاب الشرعي بين الخادمة وبين الأولاد من جهة، وبين السائق أيضاً مع العائلة من جهة أخرى، وإلا فلا بد أن يقع الفساد، إذا كانت الخلوة، وكان الكشف، وكان الاختلاط، فلا نستغرب أن يقع الزواج وأن يقع الزنا - والعياذ بالله- وكله ممكن أن يقع.
سبب وضع القوانين
السؤال: هل يجوز التلاعب على بعض القوانين الني تصدرها الدولة بحجة عدم المصلحة فيها؟
الجواب: هذه قاعدة عامة للجميع، نحن نذنب ذنوباً كثيرة، ونحرص على الدنيا، ونحرص على المال من حلال أو من حرام -إلا من رحم الله- ونرتكب ذنوباً، فعقوبةً من الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى على هذه الذنوب يسلط علينا هذه الأنظمة.
ولماذا جاءت هذه الأنظمة؟
هذا نتيجة ظلمنا نحن وذنوبنا، فيوضع نظام حتى يمنع في نظر واضعيه من الفساد، وقد يكون حقاً أن هذا النظام يمنع الفساد، ويمنع الناس من أن تستأثر طائفة دون طائفة، لكن لأن هذا ليس في الأصل مما شرعه الله عز وجل في الحالة السوية، وإنما هي عقوبة استحدثت لظلم وقع ونشأ ما كان موجوداً عند الناس.
فهذه الأنظمة يكون فيها أيضاً ظلم، فلذلك نحن الآن نعالج الظلم بالظلم، ونفر من الظلم إلى الظلم، ومن الخطأ إلى الخطأ، تجد أحوالنا هكذا، لجنة تقرر علاج المشكلة فتقترح نظاماً، أو ظلماً آخر.
إن جاءت الأنظمة ونظرت إلى صاحب العمل فقط، قالت: العمال يفعلون ويفعلون، وأجحفت بالعمال جداً!
وإن وضعت نظاماً يرفق بالعمال، وينظر إلى أحوالهم، أجحفت بأصحاب العمل وكلفتهم أشياء لم يشرعها الله، لماذا؟
لوجود الذنوب من العمال، ومن صاحب العمل، ومن المواطنين، ومن الإدارات الحكومية، الجميع واقع في الظلم الجميع واقع فيه إلا من رحم الله.
وكيف ندفع أساس هذا كله؟
بأن نرجع إلى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وأن نتقي الله جميعاً، فإذا صلحت أحوالنا، واستقمنا على تقوى الله، دفع الله عنا هذا البلاء، ورفع عنا هذا الظلم، ولم نعد نحتاج إلى الأنظمة الظالمة، ولم نعد حتى نحتاج إلى أن نتشاكى، أو نشكو منها، أو نتهرب منها سواء وجدنا مخرجاً شرعياً، أو لم نجد إلا مخرجاً ربما يكون فيه ظلم، ولكن يكون أقل في نظرنا، فالأصل إذاً أن نتقي الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وكما قرأنا في آيات الله: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ [الأعراف:96].
نحن الآن نرى الأموال كثيرة، ومجالات العمل كثيرة، شركات، ومؤسسات، وأعمال، ومع ذلك البركة قليلة، والناس كلهم يشتكون!
لماذا عندما كثر الخير، وكثرت النعمة ثم كثر معها الهم، والغم، والفتن، والضغط، والسكر، والجلطة؟ سبحان الله العظيم! لأن أساسها الذنوب.
فأسأل الله العظيم أن يرزقنا الإخلاص، وأن يحيي قلوبنا بالإيمان، وأن لا يجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، إنه سميع مجيب، والحمد لله رب العالمين.