انسابت دموعه وهو يتابع سرب حمام يهاجر بعيدا ..تنهد بعمق وهو يتابعه يغيب في الأفق البعيد ..
عادت أمنية الطفولة تراوده ..وعبثا يستجدي الذاكرة ان ترسم ملامح غيبها الثرى ...
ذكرى بعيدة موغلة في أعماقه تذيقه ألوانا من الأحزان ..وأشواق تلتهب ....وآمال تقترب وتبتعد......
شئ ما يتغير بداخله ..كلما حلت أيام الحج...يتذكر طفولته المحرومة..أحزانه..آلامه..وأمله ..
يتذكر عجزه عن مقاومة حبه الشديد ..لأن تحلق روحه في أجواء أرض مازلت تحمل عبق الأحبة..........
محمد وصحبه صلى الله عليه وسلم...يبدو كطفل يبحث عن ملاذ آمن..وإلى ان تعود الطيور المهاجرة ..
سيظل يتارجح بين الفرح بقدوم الأيام المباركة.. وبين أشواقه الحرى ...
بداخله تتجدد قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام..
صبره وإيمانه العظيم برب الكون..تتردد كلمة هاجر إذا لن يضيعنا ..
كلمة طفق زمانا طويلا ينهل من معانيها ..يغوص في أعماقها يحاول جاهدا أن يجعلها شعارا له ...
في أعماقه حب كبير ينمو ويترعر..يعطي الحياة طعما آخر..
ينثر على أرجاءها كلمات زكية ..جليلة...نورانية..
فيحس بأ نه هناك بين الأطياف التي لبت نداء ربها منذ أمد بعيد.........
لتظل تردد بلهفة ..بشوق كبير...وبسعادة عبد آبق عاد إلى مولاه ....
لبيك االلهم لبيك ..لبيك لا شريك لك لبيك ..