[size=21]عادات الغزازوة – الترنزستور
الترنزستور ، او الراديو العادى ، الرفيق الدائم للغزاوى ، ربما منذ العهد الناصري (( ايام العز )) عندما لم يتكن اختراع الترانزستور قد اكتشف بعد ، وكانت اغلب القهاوى تفخر بتقديم الاخبار العاجله وغير العاجله الى زبائنها من خلال راديوا الصمامات القديم الذى ينقل الاخبار بصوت احمد سعيد الشهير كما كان ينقل اغانى ام كلثوم وخطابات (( الريس )) اضافة الى الهجوم الشخصى من الدول المعتدله على الدول المتطرفة ومن الدول الفقيرة على الدول الغنية ..الخ
بعد عهد الصمامات السعيد اكتشف فجأه فى الستينات اختراع يدعى الترانزستور ادى الى ثوره فى عالم الاتصالات (( فأنخسف )) حجم الراديو من دولاب من الحجم الصغير (( كومودينوا اذا كنت تريد القياس )) الى جهاز قريب من الدفتر ثم انخسف مرة اخرى بعد اكتشاف (( الاي سي IC )) ليصبح شيء اقرب الى حجم علبة الكبريت .
نرجع الى علاقة الغزاوى بجهاز الترنزستور ، الرفيق الدائم فى كل المسيرة النضالية من حرب الى اخرى ومن هجرة الى اخرى ومن مجزرة الى اخرى ، ، الراديو هو الجهاز الاقرب الى الاذن خاصة عند انقطاع الكهرباء ومنه تسمع الرأى والرأى الاخر ، وربما تسمع آراء اخرى اذا كنت تجيد بعض اللغات الاجنبية ، وقلما تجد مواطن غزاوى يخلوا بيته من عدد من الرايوهات ذات الاحجام المختلفة بل ان البعض اتخذ من الرايدوهات القديمة تحفاً يزين بها البيت بأعتبارها تعبر عن مرحلة كان لها مجدها ، اضافة الى انه يبرز ثقافة وسعه افق ويسر الحال لصاحب هذا الراديو .
ولمعرفة بعض الناس بحب الغزازوة للراديو فقد انشأت فى غزة وحدها حوالى 12 اذاعه محلية للبث الفورى لكل الاخبار والاعلانات والمصائب ، اضافة الى دورها فى بث الاشاعات والاخبار الملفقة او التحذير من الطائرات المعادية ، واكتسبت بعض هذه الاذاعات مصداقية لدرجة ان مواطناً غزاوى اثناء الحرب الاخيرة ثبت ابره الراديو على اذاعه معينة رافضاً تغييرها الى اى قناه اخرى ، ولما اصر الاولاد على الاستماع الى الاذاعات الاخري قام بشراء راديو اخر لهم (( ليبعكشوا فيه على مزاجهم )) .
[/size]