عادات الغزازوة – الجندى المجهول
( كان ) تمثال الجندى المجهول ينتصب وسط الحديقة المسماه بأسمه فى ايام الحكم المصري لقطاع غزة ما قبل النكسه الشهيره عام 1967 م ، كان هناك دائماً يقف تحت المطر والرياح و الشمس الحارقة حاملاً رشاش الكارلو ستاف مشيراً بأصبعه دائماً نحو القدس ، الرمز ، الهدف ، البوصلة والاتجاه ...........
بحلول النكسة ربما كان اول عمل قام به الحاكم الاسرائيلى الجديد لقطاع غزة هو تحريك احدى الدبابات بأتجاه ساحة الجندى المجهول لتقف امامه بالضبط وتطلق عليه قذيفة الرحمة التى اقتلعته وقاعدته من مكانهما ، تاركه الجندى والقاعدة اثراً بعد عين ....وبعدة بقي المربع الذى به القاعده الاصلية مكاناً فارغاً يشكوا الوحده ، ومعه صارت حديقة الجندى المجهول ايضاً خرابه تقطنها اسراب البعوض والجرذان اضافة الى بعض الكلاب والحيونات الضاله ، وللأسف اصبحت فى الليل مسرحاً للسكارى والمدمنيين ومكان مميز لقضاء المخلفات البشرية .....الخ .
منذ النكسة وحتى عودة منظمة التحرير الفلسطينية بعد توقيع اتفاق اوسلو الشهير تبرعت الحكومة النرويجية مشكورة بأعادة احياء حديقة الجندى المجهول وارجاعها الى شكل قريب من شكلها الاصلى من حيث الاشجار والورود والممرات والنافورة الحلوة ذات الالوان المتنوعه ، واصبح المكان من العلامات المميزة ، واصبحت العادة لدى معظم العرسان تقريبا النزول من موكب العرس ليلتقطوا الصور التذكارية فى هذه الجنة الرائعه ، كما اصبحت الحديقة المتنفس المفضل للعديد من العائلات الغزية للخروج من البيوت والتمتع بجو غزة خاصة فى الليل ......
وبمبادرة من وزاره الثقافة الفلسطينية ، وتعاون من بعض الفنانيين الفلسطينيين ، قرروا اعادة بناء مجسم الجندى المجهول مرة اخرى فى نفس المكان ، وفعلاً تمت اعادة بناء التمثال الذى كان نسخة طبق الاصل عن سلفة القديم حاملاً بندقيته مشيراً الى القدس ، ليقول للعالم ان سنوات الاحتلال والتشرد لم تغير البوصلة ، وان هدفنا الدائم هو القدس .........
خلال فترة عدم الاستقرار التى عاشها قطاع غزة قبل استيلاء حركة حماس على الحكم ، تم وضع عبوات ناسفه على التمثال وتفجيره مرتين تحت شعار ان هذا ( صنم ) ، وفى المرتين قامت وزارة الثقافة بأعادة ترميم التمثال وتدعيمه ، ثم بعد استيلاء حماس على الحكم فى مدينة غزة قامت (( مجموعه مجهوله )) بنسف التمثال بالكامل محوله الرمز الى اثر بعد عين .
[/size][/size][/i][/b]